السيرة الذاتية

السيرة الذاتية 

عماد عبد اللطيف، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بجامعة القاهرة وجامعة قطر. دَرَس في جامعة القاهرة وجامعة لانكستر البريطانية. دُعي باحثًا زائرا في جامعة كمبريدج البريطانية وجامعة طوكيو اليابانية. درَّس في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة. حصل عماد عبد اللطيف على درجة الدكتوراه في البلاغة العربية والنقد الأدبي من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، بإشراف مشترك مع قسم اللسانيات بجامعة لانكستر الإنجليزية. وقد فازت أطروحته للدكتوراه بجائزة أفضل أطروحة دكتوراه في جامعة القاهرة للعام الجامعي 2008-2009، وكان موضوعها “البلاغة السياسية: تحليل لمختارات من الخطب السياسية للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات (1970-1981)”.

أسّس الدكتور عماد عبد اللطيف توجهًا بلاغيًا عربيًا جديدًا، هو بلاغة الجمهور، يشكّل في الوقت الراهن واحدًا من أكثر التوجهات البلاغية جاذبية للباحثين في البلاغة الجديدة في العالم العربي. تنتسب “بلاغة الجمهور” إلى الدكتور عماد عبد اللطيف، وتقترن بأعماله، وتحظى باهتمام واسع في أرجاء العالم العربي، وتُنجز فيه بحوث وأطروحات علمية عديدة. وهو أحد حقول البحث الواعدة في البلاغة الجديدة في العالم العربي في الوقت الراهن.

وقد وضع الدكتور عماد الأساس النظري لبلاغة الجمهور في بحث نشره عام 2005وقد حمل عنوان “بلاغة المخاطب: البلاغة العربية من إنتاج الخطاب السلطوي إلى مقاومته”. وبعد أربع سنوات نشر كتاب “لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن”، ليكون تطبيقًا للتصورات النظرية المؤسسة لهذا الحقل المعرفي. وتوالت بعد ذلك دراسات الدكتور عبد اللطيف التي رسخت هذا الحقل المعرفي في الدرس البلاغي المعاصر. وفي الوقت الراهن يشتغل في هذا الحقل أكثر من خمسين باحثًا، ينتمون إلى معظم البلدان العربيّة، ونشروا خلال السنوات العشر الأخيرة كتبًا مستقلة، وأعدادًا خاصة من دوريات علمية، وكتبًا علمية محررة، وبحوثًا متفرقًا في دوريات علمية، وسجلوا رسائل جامعية، وحصلوا على تمويل لمشاريع بحثية كلها تقع في إطار بلاغة الجمهور.

علاوة على تأسيس بلاغة الجمهور، قدّم الدكتور عماد مساهمات أصيلة لتطوير البلاغة العربية؛ اتخذت مسارات أربعة هي:
الأول: المساهمة في كتابة تاريخ جديد للبلاغة العربية؛ فقد دَرَس الدكتور عماد موضوعات غير مطروقة في تاريخ البلاغة العربية؛ مثل أثر البلاغة الأفلاطونية في البلاغة العربية. كما سعى للتعريف ببلاغات سابقة على البلاغة اليونانية مثل البلاغات المصرية الصينية والهندية القديمة، وأعاد النظر في العوامل المجتمعية والحضارية والمحيطة بمشروع تجديد البلاغة في العصر الحديث.
الثاني: إتاحة منجزات البلاغة الغربية الجديدة للقارئ العربي؛ سواء بواسطة التأليف أو الترجمة؛ فقد نشر الباحث مراجعات نقدية وافية لحالة علم البلاغة الغربية في العقود الأخيرة. كما عمل على ترجمة أهم عمل بلاغي غربي في العقود الثلاثة الأخيرة هو موسوعة البلاغة الصادرة عن جامعة أكسفورد. وقد صدرت الترجمة العربية في ثلاث مجلدات، يتجاوز عدد صفحاتها 2400 صفحة، بإشرافه، ومشاركته في مراجعتها وتأليفها.
الثالث: استكشاف الأبعاد العمليّة للبحث البلاغي، وهو ما يشكل نقطة تحول في دراسة البلاغة الجديدة في السياق العربي. فقد ابتغى بكتابه لماذا يصفق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن، 2009، أن يقلل من مخاطر التلاعب البلاغي في سياقات التواصل الاجتماعي والسياسي العربي؛ بواسطة كشف فخاخ البلاغة المستعملة للتلاعب باستجابات الجمهور العربي. كما سعى كتاب البلاغة والتواصل عبر الثقافات إلى المساهمة في إنجاح التواصل الحضاري العربي الغربي، بواسطة تدشين “بلاغة عمليّة”، تُسهم في حل مشكلات التواصل الفعلية التي تواجه العرب في سياق التواصل الحضاري مع الأمم الأخرى. كما استهدفت كتبه الأخرى توفير فهم علمي للبلاغة السياسية العربية في العصر الحديث.
الرابع: تحويل بؤرة اهتمام الدرس البلاغي العربي من مدونة الأدب إلى مدونة الحياة. وانصب اهتمامه البحثي على أنواع بلاغية مهمَّشة، مثل الخطب، والبيانات، ومقالات الصحف، وعلى أنواع جديدة يُنظر إليها على أنها تنتمي إلى خطابات الحياة اليومية مثل عروض الكلام (توك شو)، واللافتات، والشعارات، والجرافيتي، وتعليقات الصحف، والهتافات. كما درس الاستجابات غير اللغوية مثل التصفيق، والهتاف وغيرها من العلامات غير اللفظية. ومن المأمول أن يقود مثل هذا التوجه نحو التركيز على خطابات الحياة اليومية ونصوصها في تغيير النموذج الإرشادي للبلاغة العربية.
يسعى مشروع تطوير البلاغة عند الدكتور عماد عبد اللطيف إلى تدعيم الوشائج بين البلاغة والمجتمع من خلال الإلحاح على ضرورة الاهتمام بالوظائف الحياتية للبلاغة؛ مثل تعزيز قدرة الأفراد على إنتاج خطابات إقناعية مؤثِّرة تخلو من التلاعب والتمييز والهيمنة، وإنجاز استجابات بلاغية فعَّالة، وتشكيل وعي نقدي بآليات الخداع البلاغي، وإنتاج ممارسات بلاغية حُرَّة، وتدعيم الكفاءة التأويلية والتفسيرية للمواطن العادي. وقد حرص على مدار ربع قرن مضى على السعي الدؤوب لتقريب نتائج علم البلاغة إلى القارئ العام، من خلال تبسيط لغة العلم، وتوضيح أفكاره، وإتاحة هذه المعارف عبر منافذ جماهيرية مثل الصحف اليومية والمجلات غير الأكاديمية، والدوريات غير المتخصصة، والوسائط المسموعة والمرئية؛ وبخاصة وسائط الاتصال الافتراضي.

تحظى أعمال الدكتور عماد عبد اللطيف باهتمام كبير من الباحثين في العالم العربي في الوقت الراهن؛ يتجلى في المؤتمرات المحلية والإقليمية التي تُنظم حول أعماله، والكتب العلمية التي تصدر عن مشاريعه العلمية، ورسائل الماجستير والدكتوراه التي تؤلَّف حول أطروحاته ومساهماته المعرفية.
يُعدّ الدكتور عماد عبد اللطيف أحد الباحثين العرب القلائل المعروفين على المستوى الدولي في مجال دراسات البلاغة الجديدة وتحليل الخطاب. وقد أتاحت له دارسته في جامعة لانكستر البريطانية بناء جسور للتعاون العلمي مع كثير من المؤسسات الأكاديمية الغربية. واستضافته جامعة كمبريدج البريطانية ليكون أستاذًا زائرًا فيها خلال العام 2014. كما دعته جامعة طوكيو اليابانية، وجامعة أوسلو النرويجية، وجامعة لانكستر البريطانية، وجامعة السوربون الفرنسية، وجامعة ديوك الأمريكية لإلقاء محاضرات عامة، وتنظيم ورش عمل فيها.
ويحظى الدكتور عمادعبد اللطيف بتقدير غربي بفضل كتاباته المتعددة باللغة الإنجليزية. يظهر هذا التقدير في اختياره في عضوية هيئات تحرير مجلات علمية غربية عريقة، مثل مجلة الرابطة الأمريكية لمدرسي العربية، التي تصدر عن جامعة جورجتاون، ومجلة اللغة والتربية التي تصدر من سنغافوره. كما يظهر في اختياره شريكًا في مشاريع بحثية غربية، وفي إعداد مؤتمرات دولية غربية.
علاوة على ذلك، فقد نشر مقالات محكمة، وفصول كتب، ومداخل موسوعية في كبرى دور النشر الغربية مثل دار نشر جامعة أكسفورد البريطانية، ودار نشر روتليدج الأمريكية، ودار نشر جون بنجامين الهولندية، ودار نشر جامعة ليدن الهولندية، ودار نشر بريل الهولندية، ودار نشر لو هارماتان الفرنسية، وغيرها. كما أسس شراكات بحثية مع باحثين ينتمون إلى بعض من كبرى الجامعات الغربية، وحصل على دعم بحثي من مؤسسات مرموقة مثل الصندوق النرويجي لدعم البحوث، ومؤسسة إرازموس، وجامعة أوسلو، وغيرها.
حصل الدكتور عماد عبد اللطيف على جائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون (استراليا، 2011) عن بحث “البلاغة الأبوية في الخطاب السياسي العربي المعاصر”، وجائزة دبي الثقافية في فرع الحوار مع الغرب (الإمارات، 2008-2009) عن بحث “في كيفية الحوار مع الغرب: مدخل بلاغي تواصلي”، كما حصل كتابه “بلاغة الحرية: معارك الخطاب السياسي في زمن الثورة” على جائزة أفضل كتاب عربي في العلوم الاجتماعية في معرض القاهرة الدولي للكتاب (مصر، 2013).