السيرة الذاتية

المشروع العلمي لعماد عبد اللطيف 

يؤسس عماد عبد اللطيف مشروعا لتحديث البلاغة العربية يقوم على ثلاثة محاور. الأول: مراجعة أسس علم البلاغة من حيث وظائفه ومادته وتاريخه وجمهوره؛ الثاني: مراجعة أدوات العلم من حيث لغته ومناهجه؛ الثالث: مراجعة أدوات العلم من حيث محيطه المعرفي.

واتخذ المشروع خمس مسارات متساندة.

في المسار الأول، يقترح الدكتور عبد اللطيف توجها جديدا في البلاغة العربية هو بلاغة الجمهور. يُعنى هذا التوجه بدراسة استجابات الجماهير في الفضاءات العامة، مع التركيز على الفضاءات الافتراضية.

في المسار الثاني، ينصب الاهتمام على النظر في المادة البلاغية المدروسة، بهدف الانفتاح على خطابات الحياة اليومية وتحليل مدونات متعددة العلامات، والاهتمام اهتماما خاصا بالتحليل البلاغي للعلامات غير اللغوية في التواصل مثل الهتاف والتصفيق. ويتضمن المسار الثاني – أيضا – مراجعة مناهج التحليل البلاغي من خلال ترسيخ المقاربة النقدية للخطابات البلاغية سعيا لاستكشاف آليات التلاعب والهيمنة والتضليل في هذه الخطابات وتعريتها وكذلك إعادة الاعتبار لبعض إجراءات المقاربة المعيارية خاصة في إطار بلاغة الجمهور حيث تكتسب البلاغة وظيفة أخلاقية بواسطة تقديم معرفتها للمخاطبين المعرضين لأشكال التلاعب والتضليل.

يختص المسار الثالث بالنظر في وظيفة علم البلاغة. وقد حرص الدكتور عبد اللطيف على الاهتمام بالوظائف الحياتية للبلاغة ومن هنا جاء انشغاله بالخطابات الجماهيرية وذلك سعيا إلى تعزيز قدرة الأفراد العاديين على إنتاج خطابات إقناعية مؤثرة تخلو من التلاعب والتمييز والهيمنة وإنجاز استجابات بلاغية فعالة وتشكيل وعي نقدي بآليات الخداع البلاغي وإنتاج ممارسات بلاغية حرة وتدعيم الكفاءة التأويلية والتفسيرية للمواطن العادي.

أما المسار الرابع فيسعى فيه الدكتور عبد اللطيف إلى إعادة النظر في جمهور علم البلاغة، وقد انحاز إلى أن القارئ العام لابد أن يشكل شريحة من جمهور البلاغة بالإضافة إلى الباحثين والمتخصصين، وهو ما تطلب سعيا دؤوبا لتقريب علم البلاغة إلى القارئ العام من خلال تبسيط لغة العلم وتوضيح أفكاره وإتاحتها عبر منافذ جماهيرية مثل الصحف اليومية والمجلات ووسائط التواصل الاجتماعي.

في المسار الخامس، حاول الدكتور عبد اللطيف مراجعة جذور علم البلاغة واستكشاف بلاغات مهمشة وإلقاء الضور عليها وقد ركز على ثلاثة مجالات الأول استكشاف بلاغات قديمة مثل البلاغة في مصر القديمة والهند والصين وتقديم مقارنة أولية بين مبادئها ومبادئ البلاغتين العربية واليونانية. المجال الثاني هو التلقي العربي لبلاغة أفلاطون حيث حرر كتاب “ضد البلاغة: الخطابة والسلطة والتضليل عند أفلاطون”، وهو كتاب يعالج المسألة معالجة معمقة. والمجال الثالث هو إعادة كتابة تاريخ تحديث البلاغة في القرن التاسع عشر ، هذا بالإضافة إلى المساهمة في توفير المصادر والمراجع الأجنبية الأساسية في البلاغة للقارئ عبر الترجمات أو المراجعات النقدية، وقد أشرف الدكتور عبد اللطيف على ترجمة موسوعة أكسفورد للبلاغة إلى اللغة العربية، والتي صدرت عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة.